+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    ahmd_mo
    Unregistered / Not Logged In

    جئتم متاخرين بعد فوات الاوان

    جئتم متأخرين !
    بقلم ابواسامة
    في القرن التاسع عشر الميلادي بدأ مشروع الحداثة ، أو ما يسمونه ( التجديد ) ، وبدأت تدخل على الأمة أفكار جديدة مثل الوطنية و ( تحرير المرأة ) ، والأحزاب السياسية ، وبدأ الكلام نصارى الشام وأعضاء البعثات العلمية إلى فرنسا ، وكانت الهجمة على التراث الإسلامي تأخذ عدة محاور ، فبعض المحاور كانت سياسية وبعضها كانت عسكرية وبعضها كانت دينية إلا أنه كانت هناك يد ( خفية ) تنسق بين الجهود أو بالأحرى تستثمر الجهود وتفسح الطريق لدعاة ( الإصلاح ) الجدد .


    تلقت الدعوة قبولا من الجماهير وذلك بسبب جرثومة الإرجاء التي نخرت في عظام الأمة ، فكان من السهل على الأمة تقبل العلمانية .

    ويلحق بهذا أيضا ــ من الأسباب ـــ ضعف الدولة العثمانية التي كانت تمثل النموذج الديني للدولة ونجاح النموذج العلماني في أوروبا .

    ومن أقوى الأسباب أن الخطاب ( التجديدي ) انطلق من المؤسسة الدينية الأقوى يومها أعني الأزهر ، وفي شخص ( الشيخ ) محمد عبده الذي كان يعمل مفتيا في الدولة المصرية المحتلة وآخرون مثل ( الشيخ ) علي عبد الرزاق وغيره .

    قد كان للأمر مبررات تقبلها الجماهير ، فالكل كان يطمع ( للرقي ) و ( التحضر ) ... الخ كما هو الحال في أوروبا المستعمِرة .

    ومضت السنون ولم تحصل الأمة على شي مما تكلم به المثقفون ... دعاة ( الإصلاح ) ، والعسكريون ... ( الثوار الأحرار ) و ( العرب الأمجاد ) .

    وازداد الطين بله .

    وفشلت مشاريع الإصلاح القديمة كلها على أرض الواقع فلا اتحد العرب ، ولا تقدمت الشعوب وارتقت .

    ولا استطاعت العلمانية أن تثبت فكريا فضلا عن عمليا .

    وها نحن نشهد من جديد ( عودة الحجاب ) في مصر التي بدأ فيها المشروع التغريبي ، رغم أن العصا غليظة ، وهاهي الجماهير تقف كلها مع التيار الإسلامي في كل الدولة الإسلامية والعربية منها على وجه الخصوص .

    ولا أدل على ذلك من انتخابات الجزائر والبحرين ومصر وغيرهم ، وها هي الجماهير تتعاطف مع ما يحدث في العراق وأفغانستان والشيشان وتكسر بذاك الحواجز الجغرافية المصطنعة .

    بما يعني أن المشروع ( الإصلاحي ) لم يعد يصلح بعدما كذبه الواقع وانكشف عواره أمام الجماهير .

    وأمرُّ من هذا كله هو أننا نجد أن الصراعات في العالم بدأت تتجدد على خلفيات دينية .

    إذ أن العالم كله اليوم يشهد صحوة دينية عند أصحاب الديانات الثلاثة .

    فالمد الكنسي يزداد يوما بعد يوم .

    والانتخابات الأخيرة في أمريكا شاهد على ذلك .

    ففي استطلاع للرأي أجري في أمريكا قبل الإنتخابات الأخيرة بثلاثة أشهر تقريبا وجد أن 7 % من الأمريكيين المسجلين على قائمة اللوائح الانتخابية الأمريكية قالوا : إن الرئيس الأمريكي المقبل يجب أن يحدد سياسته بناءا على قناعات دينية ( المجتمع العدد 1627 ص 28 ) .

    وفي الانتخابات الأخيرة رأينا عقد ما يشبه المؤتمرات الانتخابية في الكنائس ، وتصويت جماعي من المنظمات الدينية لجورج بوش .

    ورأينا المناظرات الأمريكية بين المرشحين تنتهي بدعوات مثل " فليحمِ الرب أمريكا " .

    نعم اختيار الشعب الأمريكي بوش تعبير واضح عن صحوة دينية لدى الشعب الأمريكي .

    والأمر ليس خاص بأمريكا وحدها وإنما بكل عباد الصليب .

    والأمر بالنسبة لأوروبا أشد وضوحا ولا يخفى على أحد منع الحجاب في فرنسا وتطاول الأوربيين الشرقيين على شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - .

    وغني عن القول أن اليهود تُحركهم معتقدات توراتية وأنهم ما جاءوا لفلسطين إلا لتحقيق نبوءات توراتية يشهد لذلك عَلَمُهم ذو الخطين الأخضرين.( النيل والفرات ) وخارطة إسرائيل الكبرى على الكنيست ( الإسرائيلي ) ، والعملة اليهودية تشهد بذلك .

    كل هذا يعطي جملة واحدة يفهمها كل من متابع وهي أن الصراع بدأ يتجدد عقديا .

    وأن العلمانية شدت رحالها عن العالم .

    بعد كل هذه الآيات البينات على فشل المشروع التغريبي ... أو كما يسميه أصحابه ( التجديدي ) .. ( الإصلاحي ) .. نجد أن بعضا قاموا يعيدون الكرة من جديد ، ويطالبون بحرية المرأة في قيادة السيارة والسفر للخارج ، وأن التفسخ والعري هو رغبة ( بنات البلاد ) ، وأنه تسلط الرجل . وإلى متى ؟ ... إلى آخر هذه الشنشنة القديمة .

    ونقول لهؤلاء جميعا : جئتم متأخرين . فقد فشل أسلافكم في مصر وتونس والشام ، ولفظتهما الجماهير .

    جئتم متأخرين فقد شبّت الصحوة وأصبحت فتية ، ولم تعد الجماهير تنصت للمؤسسة الدينية في أغلب البلاد بل لا تنصت إلا لشيوخ الصحوة هنا وهناك .

    جئتم متأخرين فعدونا - الذي تدعونا للمشي خلفه - اليوم على أرضنا يغتصب نساءنا ويقتل شبابنا ويشرب بترولنا ويأكل زرعنا ، ولم يأت بسبب الحكم الديني المتخلف كما تزعمون بل بسبب الحكم العلماني الذي إليه تدعون .

    جئتم متأخرين وأسفر وجهكم وهو كالح يذكرنا بماضي أليم لم نجن من ورائه شيء .
    ولم نعد نصدقكم .

  2. #2

    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    الدولة
    في بيتنا ^_^
    الجنس
    2
    دولتك
    Qatar
    العمر
    34
    المشاركات
    3,972
    معدل تقييم المستوى
    184

    مشاركة: جئتم متاخرين بعد فوات الاوان

    تسلمين على هالموضوع الروعه والكلمات الاروع ويعطيج الف عافيه

  3. #3

    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    الجنس
    2
    المشاركات
    2,427
    معدل تقييم المستوى
    10

    مشاركة: جئتم متاخرين بعد فوات الاوان

    يسلمووو على الموضوع والله يعطيك العافية .

+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

المواضيع المتشابهه

  1. هل يفيق الحكام من الغيبوبة قبل فوات الآوان ؟
    بواسطة kareem rashad في المنتدى الـدوحـة الإخـبـاريـة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-12-06, 05:04 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك