[align=center]
أسرار الكون موضع الدراسة في مشروع عملاق

هل يكتشف العلماء سر نشأة الكون؟


يبدأ علماء فيزياء دوليون في معمل كبير تحت الأرض قرب جنيف يوم الأربعاء إطلاق مشروع لإعادة تمثيل "الانفجار الكبير" لمحاولة شرح أصول الكون وكيف تطور لتنشأ به حياة.

وستجرى التجربة باستخدام ماكينة عملاقة تسمى المعجل التصادمي الجسيمي في مركز بحوث المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية الواقع عبر الحدود الفرنسية السويسرية. ويخطط العلماء لإحداث تصادم بين الجسيمات ليعيدوا على نطاق صغير عدة مرات تمثيل الحدث الذي كان بداية الكون.

وسيستخدم المعجل التصادمي الجسيمي قطعا مغناطيسية عملاقة موضوعة في كهوف بحجم الكاتدرائيات لإطلاق أشعة من جسيمات الطاقة في أنحاء نفق بطول 27 كيلومترا حيث ستتصادم سويا بسرعة تقترب من سرعة الضوء.
http://www.masrawy.com/News/DynamicS...09/index1.html

شاهد عرضا بالفلاش للتجربة الخارقة التي تهدف لاكتشاف سر خلق الكون

وستسجل أجهزة كمبيوتر ما يحدث في كل مرة في هذه النسخ المصغرة من الشهب البدائية وسيتولى حوالي عشرة آلاف عالم في مختلف أنحاء الأرض تحليل الكم الهائل من المادة التي يجري تجميعها بحثا عن دلائل على ما حدث بعد ذلك.

وسيسعى العلماء في معمل المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية التي أنشئت قبل 54 عاما قرب سفوح جبال جورا الفرنسية إلى دراسة مفاهيم محيرة مثل " المادة المعتمة" و" الطاقة المعتمة" والأبعاد الإضافية وقبل كل ذلك جسيمات هيجز التي يعتقد أنها جعلت كل ذلك ممكنا.

وقال المدير الفرنسي للمنظمة الأوروبية للأبحاث النووية روبير ايمار " صمم المعجل التصادمي الجسيمي ليغير بصورة مثيرة رؤيتنا للكون." وأضاف " مهما كانت الاكتشافات التي سيتمخض عنها فسوف يثري بدرجة هائلة فهم الإنسان لأصول عالمنا."

وبذل علماء المنظمة الأوروبية جهدا كبيرا لنفي إشارات بعض المنتقدين إلى أن التجربة يمكن أن تخلق ثقوبا سوداء صغيرة ذات جاذبية قوية يمكن أن تبتلع الكوكب بكامله.


http://videohat.masrawy.com/view_vid...73ae2251bff88e

شاهد شرحا بالفيديو للتجربة (خاص - الجزيرة)

ويقول علماء الكون إن الانفجار الكبير حدث قبل حوالي 15 مليار سنة حين انفجر جسم ساخن كثيف بدرجة لا يمكن تخيلها في حجم عملة صغيرة وسط ما كان حينئذ مادة جوفاء طاردة سرعان ما تمددت مما أدى إلى تشكل النجوم والكواكب وفي نهاية الأمر ظهور الحياة على الأرض.

لكن مشروع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية الذي تكلف عشرة مليارات فرنك سويسري (تسعة مليارات دولار) يبدأ بخطوة بسيطة نسبيا تتمثل في إطلاق شعاع من الجسيمات في أنحاء النفق تحت الأرض.

وسيحاول الفنيون في البداية دفع الشعاع في اتجاه واحد في المعجل التصادمي المغلق بإحكام على مسافة حوالي 100 متر تحت سطح الأرض.

ويقول مسئولو المنظمة الأوروبية انه لا يوجد ضمان لتحقق النجاح على الفور أو حتى في الأيام الأولى. لكن العلماء سيحاولون بعد هذه الخطوة توجيه شعاع في الاتجاه الآخر.

وبعدئذ وربما في الأسابيع التالية سيطلقون أشعة في الاتجاهين ويصدمون الجسيمات ببعضها البعض لكن بكثافة منخفضة في البداية.

وفي وقت لاحق ربما قرب نهاية العام سيمضون قدما لإحداث تصادمات صغيرة تعيد توليد حرارة وطاقة الانفجار الكبير وهو مفهوم لأصل الكون يسيطر حاليا على التفكير العلمي.

وستتابع أجهزة استشعار مليارات الجسيمات التي تنبعث من التصادمات وتسجل على الكمبيوتر الطريقة التي تتجمع بها أو تتطاير متباعدة أو تتحلل ببساطة.

ويأمل العلماء أن يجدوا في هذه الظروف جسيمات هيجز التي تحمل اسم العالم الاسكتلندي بيتر هيجز الذي طرح فكرة هذه الجسيمات لأول مرة عام 1964 لتفسير سر كيفية اكتساب المادة للكتلة.

وبدون الكتلة لم يكن ليتسنى للنجوم والكواكب في الكون على الإطلاق التشكل على مدى الأزمنة بعد الانفجار الكبير ولم يكن من الممكن مطلقا أن تبدأ الحياة على الأرض ولا في عوالم أخرى إذا كانت موجودة كما يعتقد كثير من علماء الكون.

ولا تخلو التجربة من انتقادات.

ونشرت مواقع على الانترنت مزاعم عن أن المعجل التصادمي الجسيمي سيؤدي إلى حدوث ثقوب سوداء تبتلع الكوكب.

وقالت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية وعلماء بارزون آخرون أن هذه المزاعم "محض هراء." وقال ايمار " المعجل التصادمي الجسيمي امن وأي إشارة إلى انه قد يمثل خطرا هي محض خيال."[/align]